الحلقة 12 : مفارقات ومقارنات
قديمــاً : ينتهز الثوار الخوارج غياب أهل المدينة للحج , ويحتلوا المدينة ويطالبوا عثمان بن عفان رضي الله عنه بأن يقيل نفسه , بعد أن شككوا في جدارته وأهليته للخلافة , وكان جيش الثوار جيشاً عظيماً , وما بقي من الصحابة وهم الشجعان الأبطال قليل , فخشي عثمان على الصحابة من أن تكون مقتلة عظيمة , فأقسم عليهم أن يخلوا بينه وبين الثوار , وأن يلزم كل صحابي بيته , فكان لا يريد أن تقطر نقطة دم من مسلم لأجله.
حديثاً : (إلا من رحم الله ) يستعد الحاكم لو أفنى شعبه كله وجيشه ليبقى في كرسي الرئاسة ولو لشهر واحد , فليمت من يمت ولتدمر البلاد وليسجن الملايين من أجله ولبقائه , ولا يبالي بدماء مئات وألوف بل أحياناً ملايين .
تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ "