الحلقة ( 8 ) : مقارنات ومفارقات
قديماً : أرسل النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم رجلاً ليأخذ مؤونة الجيش من أحد الصحابة , فلمّا وصل باب الدار , سمع الصحابي يقول لامرأته : اقتصدي الزيت في السراج , فقال الرجلُ في نفسه , هذا الرجل يبخل في استعمال الزيت على أهله , أنّى له أن يُجهز جيشاً بكامله ؟ فطرق الباب وأخبره , فناوله صرة مليئة بالمال , فقد كانوا يقترون ويقتصدون في بيوتهم وأكلهم وشربهم , لأجل الإسلام , وكيف فعلت أم سليم الرميصاء وزوجة أبوطلحة رضي الله عنهما , لخدمة ضيف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم , فقد أشبعا الضيف , وباتا هما وأولادهما جوعى .
*********
وحديثاً : ( إلا من رحم ربك ) ينفق المسلم ويسرف على أهله وأولاده , ويبالغ في الاسراف والتجميلات والكماليات , ويُقدّم للإسلام ونشره الفتات , هذا إذا أنفق بعضهم أو تم الالحاح عليه في النفقة , أما البعض الآخر حتى الفتات لا يُخرجه ويلقي بالتبعات لخدمة الإسلام على غيره .
هاأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم)) .