س1 هل يجوز لنا الاستعانة بالجن الصالح ؟
ج :
وما أدرانا أنّه مسلم وما أدرانا أنّه صالح , والجنّ يمثل تمثيلاً يفوق تمثيل المحترفين في هوليود , ويمكنه الصبر والاستدراج عشرات السنين دون كلل ولا يأس , والاستدراج ثمنه غالي وهو التوحيــــد .
س2
الراقي يسلم على يديه كثير من الجن وبعضهم يطلب من الراقي أن يكون مساعداً له في الرقية فيخبره بعلة المريض ويكون بينهما اشارة طبعاً دون أن يدخل جسد الراقي هذه الصورة الأولى التي أسأل عنها
ج
طالما أنه دخل في جسد غير جسده , فهو معتدي وظالم وباغي , وفاسق , فإن أسلم وأظهر الانابة والتوبة , غاية ما نطلبه أن يخرج من جسد المريض , ولا مساعدة منه ترجى , فكيف نأمنه وقد جرب الظلم وفسق , بل الشك والريبة تكون منه آكد من غيره , وكلهم سواء , لا يؤمن منهم ولا يؤمن عليهم , والجنّ الصالح (إن صدق صلاحه ) فهو مأمور أن يتجنبنا , لذلك لم يشهد عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلّم وخلفاؤه تعاوناً منهم , وهم في أحلك الظروف (إذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر ) وغيرها من مواقف كان فيها نصرة للدين ورفع الظلم , حتى أن خبراً مهماً يأتي من الجنّ أو تخويف منهم للمشركين كان كفيلاً برفع بعض الضيق الذي عاناه أهل الاسلام حينئذ , فعلم أنه لا يجوز منهم تقديم عمل لنا , ولا عمل منا لهم .
س : الصورة الثانية : أن يتجه الشخص الى رقية الناس وعلاجهم ويكتشف بعد ذلك أن معه جن مسلم هو الذي وجهه الى هذا الطريق وأنه عندما يرى المريض يجد في نفسه مباشرة سبب المرض
ج:
على الراقي حينئذ الرقية على نفسه , وإخراج ما عنده من جنّ , فإلم يفلح فلا أقل أن لا يدع الجني يستدرجه الى طريق سحيق أقرب منه لعمل الساحر , فقد سبق أن ذكرت في الأسطر أعلاه أن الجن الصالح لا يتعامل مع الإنسي المسلم , فكيف بمن دخل وتلبس برجل (ملتزم كالراقي ) فإنه أي الجني هذا أبعد ما يكون من الصلاح والتقى والصدق , فكيف يأمنه الراقي على نفسه قبل أن يأمنه على مرضاه ؟ .
س: حتى قبل أن يقرأ على المريض في بعض الأحيان ، اذا بحثنا عن سبب دخول الجن المسلم نجده عند بعض الرقاة وراثي
ج أياً كان السبب فتواجد جنّ داخل الجسد , هو اعتداء وظلم بيّن وواضح , وما الجني الوارث إلا اتبع آباءه على ضلالهم القديم ,(إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون )
وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون
فكان إثمه في الفعل والاتباع الأعمى أشر من غيره , وهو أحر بالحذر من غيره